منتديات ابناء سكك حديد السودان

نُرحب بكم فى منتديات ابناء سكك حديد السودان ونتمنى ان تضغطوا على(التسجيل) حتوا اعضاء فى منتدانا او(اخفاء)لتصفُح المنتدى..
وشُكراً..
الاداره

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

منتديات ابناء سكك حديد السودان

نُرحب بكم فى منتديات ابناء سكك حديد السودان ونتمنى ان تضغطوا على(التسجيل) حتوا اعضاء فى منتدانا او(اخفاء)لتصفُح المنتدى..
وشُكراً..
الاداره

منتديات ابناء سكك حديد السودان

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

2 مشترك

    رمضان في السكه حديد

    avatar
    مصعب يحى
    الرتبه :
    الرتبه :


    الدوله : رمضان في السكه حديد 8yX20529
    رقم العضويه : 1
    الهوايه : رمضان في السكه حديد Sports10
    المهنه : رمضان في السكه حديد Office10
    الجنس : ذكر
    عدد المساهمات : 30
    تاريخ الميلاد : 09/07/1968
    تاريخ التسجيل : 28/10/2010
    العمر : 56
    العمل الحالى : موظف - دولة قطر

    جديد رمضان في السكه حديد

    مُساهمة من طرف مصعب يحى الثلاثاء نوفمبر 02, 2010 1:23 am

    بقلم الاخ/ بدر الدين حامد الهاشمي/

    كنا و نحن 'في عهد الصبا الأول' ندرك في توجس خفي وهلع مكتوم أن رمضان علي الأبواب عندما نشم و نحن في طريق الأوبة من المدرسة روائح مشروب الأبري و هو يصنع. لا شئ يبقي في الذاكرة مثل ذكري رائحة ما. كانت أيام رمضان في تلك الأيام أشبه بقطعة من جهنم. لم تكن المكيفات أو حتي المراوح قد عرفت طريقها للمدارس و لا لبيوت عمال السكة حديد (أدخلت في كل بيت مروحة سقف ضخمة من نوع GE بعد منتصف الستينات). كان الصوام يلجأون لتبليل العمم و الشاش و البشاكير (و حيل أخري) لتبديد قيظ تلك النهارات الطوال. كان إكمال صوم نهار رمضان القائظ جهادا حقيقا من أسلحته الناجعة الواح الثلج التي تلف بعناية (كقطع الآثار النادرة) بقطع من جوالات الخيش ما أزال أشم رائحتها المميزة...يوضع ذلك الثلج الملفوف في الظل تحت أبرد بقعة بالدار (تحت المزيرة) إلي أن تبدأ الشمس زوالها السلحفائي الكسول فتخرج البروش و المفارش و التقروبات (جمع تقروبة!) و الفراوي (من إنتاج عيد الأضحي الفائت) إلي الشارع أو الفسحة التي لا يفصلها إلا أمتارا قليلة عن الورشة و ضجيج وابورات الوردية التي لا تعرف صياما. تتقاطر الصواني و الكواري و جرادل الطلس الصغيرة الزاهية الألوان... يعبق المكان بخليط عجيب من روائح البليلة و التقلية و قمر الدين و الأبري بلونيه... و يصمت الصوام ترقبا لصوت المذيع معلنا أن وقت الإفطار قد حل، أو لهدير لمدفع يأتي صوته من جهة تمنة (مركز شرطة) السجانة أو من وسط المدينة... و ساد بيننا نحن الصغار أن ذلك المدفع محشو بالدلاقين... و كنت أسأل نفسي: من أين يأتون بذلك الكم الهائل من الدلاقين؟!... و يذهب الظمأ و تبتل العروق و يعتدل المزاج بفعل سفة تمباك أو إستنشاق دخان أم لعله بسبب ما كانت تبثه الإذاعة من 'موسيقي الإفطار' من خفيف الموسيقي الغربية، و التي سودنت فيما بعد بقطع برعي و حمزة... و ينسي– إلي حين- التجهم و الزعيق و العبوس و العراك الذي يسود البيت و المدرسة و الشارع طوال ذلك النهار القائظ الطويل.

    كان 'المزاج العام' أقل تمسكا بقشور الدين و لبابه مما يري اليوم. فكثير ممن كنا نراهم يمتنعون عن الأكل و الشراب (بحكم العادة أو كنوع من مظاهر إكمال الرجولة) لم يكن يصلون. بل إن من كان يلتزم بالصيام من الشباب كثيرا ما كان ينسب (ربما من قبيل التحبب) لقبيلة من غرب أفريقيا إشتهر أهلوها بالتدين الفائق. و في عام سبعين من القرن الماضي سعد بعضنا عند تلقيهم إستفسارا من مسئول التغذية في داخليات جامعة الخرطوم عما إذا كانوا من الصوام أم من المفطرين حتي يمكن حصر الأعداد في الوجبات الخمس التي كانت تقدمها الجامعة في رمضان!


    بالعودة لستينات القرن الماضي في السكة حديد في الخرطوم، أذكر أن ليالي ذلك الشهر كانت تتميز بمنافسات صاخبة حادة (بل جادة) في ألعاب الورق (الكوتشينة) في نادي بوليس السكة حديد (قبل إنشاء ناد خاص بالعمال و الموظفين). و كنا صغارا نتابع – لعدم وجود تسلية أخري أكثر إمتاعا- المتنافسين و هم يختصمون و يهذرون و يتنابذون بالألقاب و الصفات، و كانت جوائز الفائزين صواني من باسطة 'سعيد'... تقطر شهدا و لا يعلي عليها... و قد تعمر بها مائدة السحور حين يبتسم الحظ!

    تمضي النهارات السرمدية القائظة في تمهل و تؤدة إلي أن يحل – أخيرا جدا- الأسبوع الأخير من رمضان بعد أن أذاب الشحم و اللحم و إلتفت إلي العظام، فتبدأ طقوس عمل الخبيز و الكعك (و قيل الكحك) و المنين (من أين يأتون بهذه التسميات؟) فتستأجر صون حديد مستطيلة سوداء و يستنفر كل من في الدار للمهمة الجليلة. ما أن يؤوب الصغار من المدارس و ألسنتهم معقودة من العطش و الإجهاد و تحمل قسوة و غلظة الصائمين من المدرسين حتي تكون الصواني السود في إنتظارهم لحملها لفرن 'مخبز' قريب في الخرطوم ثلاثة. كان 'يوم الفرن' يوم عذاب مضاعف. تحمل الصواني علي الرؤوس الصغيرة إلي الفرن الوحيد و يتم الإنتظار الطويل قرب صهد نيران الفرن البلدي بلهبه الذهبي المشتعل و لفح حر ظهر و عصر ذلك النهار الطويل، و عيون الصغار مسمرة علي الصواني السوداء خوف الإختلاط و حذر الضياع. تفرج أخيرا فتوضع الصواني في ظل حائط الفرن ريثما تبرد قليلا، ثم تحمل علي الرؤوس عائدة للدار حيث يتم 'تقويم' الأداء، فيسمع الصبي والنكز (الجفاف) و الصداع يشقان رأسه، أن الفران –جازاه الله- قد ترك البسكويت الهش في الفرن طويلا حتي احترق أو كاد، أو أنه أخرج الكعك قبل الأوان... ثم يؤمر بالمشاركة في إفراغ حمولات الصواني السود إلي حيث تخبأ في حرز أمين حتي بزوغ فجر يوم العيد السعيد!

    لا تكتمل استعدادات العيد إلا بشراء مشروطبات 'مصلحة المرطبات' (و هي مصلحة لنا فيها مصلحة) من الليمونادة البيضاء و البرتقالية و البنفسجية و شراب الزنجبيل (أو الجنزبيل و في رواية الجنجبير) في قوارير منتفخة الأوداج لا نظير لها في الأسواق. ما من متعة في دنيانا الصغيرة تلك كانت تعادل شرب زجاجة من ليمونادة 'المرطبات' تطفو فوقها قطعة ثلج كبيرة. كانت تلك هي أجمل لحظات يوم العيد. كان مما يثر زهونا الطفولي أنها كانت 'المشروب الرسمي' للقصر الجمهوري و الفندق الكبير ... كان مشربها هو لمسة 'البرجزة' الوحيدة في سكة حديد ذلك الزمان. كان الصغار منا يكرهون شراب الزنجبيل القوي (إذ بشربه تدمع العين و يتحشرج الصوت و تسيل الأنف) و كانوا يدخرونه لمن يستثقلون من الضيوف و الزوار المهنئين بالعيد أملا في الإسراع بتبديده و إطالة لعمر الليمونادة البرتقالية اللذيذة المحببة. كان جوارنا لأحد كبار موظفي المرطبات آنذاك يحي عطا و ست نور و عيالهما يزيد من حلاوة مشروبات 'المرطبات' فجوارهم كان يفيض لطفا ورقة.

    من متع ذلك الشهر للصبية من أمثالنا إنتظار مسلسلات إذاعة أم درمان و 'الشرق الأوسط' مع شويكار و المهندس و شخبوط و لعبوط... و كان للسر أحمد قدور مسلسل فكاهي أترقبه و كان شعاره الموسيقي جزءا من أغنية للكاشف يردد فيها مع كورس نسائي: 'ناسني حبيبي، ناسني يا روحي' ... و لعلها من نظمه. ما أن أشاهده الآن في رمضان حتي يسافر عقلي إلي تلك الأيام فأغفر له بعض جناياته الفنية و التاريخية!

    ثم يأذن الشهر بإنقضاء، و نسمع في كل عام إبراهيم عوض يردد 'يا عيد تعود يا عيد' فنهجم علي دولاب الملابس المخبوءة فيه قمصان البوبلين والأردية القصيرة الملونة أو الجلاليب البوبلين و شباطة 'باتا' برائحتها الجلدية المميزة... قمة الأناقة في ذلك الزمان. ثم يأتي الطواف الممل المعتاد علي الجيران و الأهل – مهما بعدت الشقة- و حشو الجيوب الصغيرة بحلويات سعد و كريكاب (و الأخيرة أجود) ثم الذهاب في مجموعة عبر كبري الحرية و شارع علي عبد اللطيف لجنينة (حديقة) الحيوانات والتي إستحالت أثرا (قل عمارة) بعد عين! مما علق بالذاكرة من صور تلك الرحلة السنوية المرور علي مبني صحيفة 'السودان الجديد' و مدرسة تعليم قيادة السيارات لعبد الغني (و الذي ندين له بتعليمنا فيما أقبل من سنوات المهارة المفيدة الوحيدة!)... ثم الوقوف بالساعات الطوال في صف طويل ملتو لدفع قرشين (لا تزيد) لدخول الجنينة و رجال البوليس علي ظهور الجياد يحفظون النظام و يردون المتسللين للصفوف. كانت قمة متعة التجوال في ذلك النهار القائظ هي لحظات إنتظار 'القرنتية' (لم يك أسم 'سيد قشطة' سائدا حينها) لتخرج متكاسلة من سباتها المائي لتنال نصيبها من شمس النهار بينما ننعم نحن برؤية ذلك الجسم الضخم اللامع المتشقق... تصدح مكبرات الصوت بأغنية وحيدة لعثمان حسين لا تكاد تتغير هي 'عاهدتني'. لا أسمعها الآن إلا و ترجعني 'عيون عقلي المسافر' كما يقول هاشم صديق إلي تلك الجنينة يوم العيد.

    يختلط صوت عثمان بصوت معزوفات موسيقي البوليس و السجون و 'الإصلاحية' (و الكلمة الأخيرة كانت تثير في نفوس الصبية الرعب و الفزع و الإشفاق معا).. كان الصغار ينتظرون بلهفة ساعة بدء موسيقي القرب لسماع تطريبها الشجي الحزين... و سيمر عقدان من الزمان إلي أن يسمع من شهد موسيقي القرب الأسكتلندية في تلك الجنينة نفس الأنغام حيث ولدت من علي قلعة ادنبرا الشهيرة... و هكذا الدنيا تعيد إنتاج مشاهدها
    avatar
    دنجل
    مشرف منتدى الحوار العام
    مشرف منتدى الحوار العام


    رقم العضويه : 3
    الهوايه : رمضان في السكه حديد Unknow11
    المهنه : رمضان في السكه حديد Office10
    الجنس : ذكر
    عدد المساهمات : 32
    تاريخ التسجيل : 31/10/2010
    العمل الحالى : بلدية ابوظبى

    جديد رد: رمضان في السكه حديد

    مُساهمة من طرف دنجل الأربعاء نوفمبر 03, 2010 2:43 am

    تحياتى مصعب اولا الموضوع جميل ولنا فيه ذكريات حلوة وشيقة وممتعه بس راجين اكتمال العدد حتى نستعيد ذكريات الماضى الجميل .
    بس ما عرفتنا بى كاتب المقال الاخ بدرالدين الهاشمى وحسب ما ذكر هو من الجيل الذى سبقنا ويا حبذا لو تدعوه الى المنتدى ليكون عضوا فعالا معنا .. انا كنت قايله هاشم بدرالدين اوع من الجماعه ...
    وشايف خالد وصل لكن لابت اظهر ياخالد يحيى وعقبال الاخ الزوحى ....؟

      الوقت/التاريخ الآن هو الخميس نوفمبر 21, 2024 4:18 am